وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالبرّ والعطف آيتان محبّبتان بهما، تملك القلوب، وتؤسر الأفئدة، إلى ما رأيناه من إقبال الناس عليها فوق ما لمسوه من بركاتها، وما عرفوه من نفحاتها. من بلد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) إلى القاهرة ولدت السيدة نفيسة بمكة، ثم انتقلت إلى المدينة بصحبة أبيها، ولبثت بالمدينة إلى أن روِّعت بحبس المنصور لأبيها من سنة 156 هـ إلى سنة 159 هـ حين أخرجه المهدي من حبسه وردّ عليه ماله[359]، واستمرّت في المدينة المنوّرة، وعاشت في ظلّ أبيها قريرة مسرورة إلى أن تزوجها إسحاق المؤتمن وبنى عليها في بيت أبيه بالمدينة، فعاشت ردحاً من الزمن، فكانت تشوق لزيارة قبر أبيها إبراهيم (صلى الله عليه وآله)، ثم زارت بغوطة دمشق، مقام السيدة زينب بنت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم[360]، إذ أنّها مدفونة بمغارة، وعند قبرها رخامة مكتوب عليها: أسكنت من كان في الأحشاء مسكنه *** بالرغم منّي بين التراب والحجر أُفديك فاطمة بنت ابن فاطمة *** بنت الأئمة بنت الأنجم الزهر وزارت قبر «فضّة» جارية جدّتها فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وغير أولئك. وفي دمشق استقبلها جمهور كبير من العلماء هرعوا للتسليم عليها، والتماس دعائها وبركتها، وفي مقدّمتهم الشيخ الكبير العارف بالله أبو سلمان الداراني، وكان رجلاً صالحاً زاهداً، وله كلام رفيع في التصوّف والوعظ، ومحدّث الشام أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي[361]، وكان إماماً حافظاً، والإمام أبو بكر الدمشقي مروان بن محمد الطاطري[362]،