من هذا الغصن، غصن القرن الأول للهجرة، جاءت إحدى أغصان رياحين القرن الثاني. أمّا أُمها فأم ولد، وأمّا إخوتها فأُمّهم أُمّ سلمة زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم، وليس ذلك بضائرها، ولا ما ينقص من قدرها، فقديماً تسرّى الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاجر، فولدت له إسماعيل (عليه السلام)، فكان من نسله صفوة خلق الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله). وقد تسرّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مارية القبطية فولدت له إبراهيم، وقد كان أبوها الحسن من أُمّ ولد. وكذا زيد بن علي رضي الله عنهما من أُمّ ولد، وقد دخل على هشام بن عبدالملك، فقال له: بلغني أنّك تحدّث نفسك بالخلافة؟ ولاتصلح لها لأنّك ابن أَمه! فقال له: أمّا قولك: إنّي أحدّث نفسي بالخلافة، فلايعلم الغيب إلاّ الله تعالى، وأمّا قولك: إنّي ابن أمة، فإسماعيل ابن أمة، أخرج الله من صلبه خير البشر محمداً (صلى الله عليه وآله)، وإسحاق ابن حرّة أخرج من صلبه القردة والخنازير! فقال له: قم! فقال: إذن، لاتراني إلاّ حيث تكره. فلمّا خرج من الدار قال: ما أحبّ أحد الحياة إلاّ ذلّ. فقال سالم مولى هشام: بالله لايسمعهنّ هذا الكلام منك أحد[331]. وقد كان زيد (رضي الله عنه) من أحسن بني هاشم عبادةً، وأجلّهم سيادةً. وكانت ملوك بني أُمية تكتب إلى صاحب العراق أن يمنع أهل الكوفة من حضور مجلس زيد بن علي، فإنّ له لساناً أقطع من ظبّة السيف، وأحدّ من شبا الأسنّة، وأبلغ من السحر والكهانة، ومن النفث في العُقد[332].