وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وترفرف كلمات الحسين حمائم، تسكن أعشاشها في قلب زينب وبين جوانحها، تطوف بها، ترويها في كلّ الأمصار، ولكلّ الآذان، حاضرة بأكملها كما أطلقها يوم الطفّ، يوم كربلاء وهو يتفرّس في وجوه الكوفيِّين، الذين دعوه ثم جاءوه قاتلين وراء عمر بن سعد: ـ «ألست ابن بنت نبيكم؟». ـ «... يا فلان... يا فلان... يا فلان... ألم تكتبوا إليَّ... أن تقدم على جند لك مجنّد؟!». ـ «أتطلبونني بقتل منكم قتلته؟ أو بمال استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟». ـ «أعلى قتلي تجتمعون؟ أما والله لاتقتلون بعدي عبداً من عباد الله، الله أسخط عليكم لقتلة منّي، وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لاتشعرون. أما والله لو قتلتموني لألقي الله بأسكم بينكم، وسفك دماءكم، ثم لايرضى بذلك منكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم». وينتهي الدور الحسيني بالاستشهاد البطولي والفداء، ويبدأ الدور الزينبي: الراوية، الشاهدة، الفاضحة للجور والبغي والطغيان. فإذا الذي ظنّ نفسه منتصراً يبوء بانتصاره الفادح! وإذا الذي ظنّوا أنّهم قد سحقوه وأحاطوا به وقتلوه: متوّج بالمجد لم ينهزم، وزينب تحمل راية الحسين المنتصرة، بعد أن ألقمت الجبّارين وهي أسيرتهم أحجاراً بلعوها في خزي، بين أهليهم وحرّاسهم وبروجهم المحصنة، وإذا الحسين حي في زينب، أشدّ قوةً وتمكيناً ممّا كان عليه، وأنّى لأعدائه بعد أن يقتلوه، وقد خرج من أسر الموت يتوالد عبر اللحظات والأيام، كبيراً، كثيراً، خالداً. ويضجّ عمرو بن سعيد الأشدق، والي يزيد على المدينة، يشكو زينب: ـ إنّ وجودها بين أهالي المدينة مهيّج للخواطر! وتصدر أوامر يزيد المرتعب: لتختفي زينب من المدينة.