من الخاسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً». في طبقاته، الجزء الأول. وتعود قصة كربلاء ومأساتها التي انتهت بمقتل الإمام الحسين إلى عام 60 هـ ، وذلك بعد تولّي يزيد بن معاوية الحكم بعد وفاة والده معاوية في العام نفسه، وقد أراد يزيد أن يأخذ البيعة بتوليته خلافة المسلمين ـ بدلاً من والده ـ من الإمام الحسين (رضي الله عنه)، فأرسل بذلك إلى أميره على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان. وفي لقاء الوليد مع الإمام الحسين لأخذ تلك البيعة رفض الإمام ذلك، وأصرّ على أن تكون البيعة عامةً، وليست قاصرةً عليه وحده!ومن ثم ترك الإمام الحسين المدينة وأقام في مكة قرابة شهرين بعيداً عن هذه الأجواء، وقد أخذ معه أهله وإخوته وبني أخيه. في هذا الوقت، علم أهل الكوفة بوفاة معاوية وبتولّي يزيد ابنه الخلافة مكانه، فرفضوا هذا الأمر، وكتبوا إلى الحسين بن علي (رضي الله عنه); لكي يكون هو إمامهم بدلاً من يزيد، وأخذوا يرسلون له الرسائل بهذا المعنى، فما كان من الإمام الحسين إلاّ أن أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب برسائل إلى هؤلاء الشيعة; ليعرف منهم موقفهم هناك، فسافر مسلم بن عقيل إلى الكوفة، واجتمع بهؤلاء المتشيّعين للإمام الحسين، وأثناء وجوده هناك علم بذلك يزيد بن معاوية فأمر والي البصرة ـ وهو من أتباعه ـ أن يتعقّب رسول الإمام الحسين ويضرب عنقه وعنق من كانوا معه. وبالفعل حدث ذلك، وقد أرسل والي البصرة رؤوس هؤلاء إلى يزيد في دمشق، وذكر ابن كثير: أنّ عدد الذين بايعوا الحسين بالكوفة بلغ حوالي ثمانية عشر ألفاً[168]، أمّا ابن قتيبة فذكر أنّهم ثلاثون ألفاً، كما ذكر أنّ الذين كانوا مع رسول الإمام الحسين ثمانين رجلاً![169].