وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قوله تعالى: (لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)[41].[42] خطابه الناري في المسجد الأقصى وفي الجمعة القابل، وعقب صلاة الجمعة، ارتقى سماحته المنبر وبدأ بالخطاب، وتوجيه الكلام مباشرة إلى كلّ من يعنيه أمر فلسطين والقدس والحرم المطهّر، ولم يخش في الله لومة لائم، نقتطع منها بعض المقاطع خدمةً للقارئ العزيز ، ونهوضاً بالمطلوب. قال سماحته موجّهاً نداءه: يا أيّها العرب، ويا أيّها المسلمون: لاتتركوا الشيطان يلقي غراسه في أرضكم المقدّسة، ويتعهّد نماءها، حتى إذا ما بدأت الثمار السامّة تغصّ بها الحلوق، وتتقزّز منها النفوس، تتعالى صرخات الألم، ويكون حربكم ضدّ هذه المصيبة العُظمى مؤخّراً، ونخشى أن تكونوا حينئذ كالذين جاءوا بعد قيام القطار. أيّها العرب، أيّها المسلمون: ليس لكم بعدما كشّرت الدول المسيطرة على العالم أنيابها، وأصحرت لكم عن سوء نيّاتها، وأنّه لم يبق أيّ أمل في عدلها وإنصافها. نعم، لا وسيلة لكم إلى الحياة والبقاء في صحيفة العالم، وعدم الانقراض من لوح هذا الوجود، إلاّ بالاتّفاق يداً واحدة على العهود البارّة، على الدفاع عن بلادكم المقدسّة بالنفس والنفيس، ومقاطعة كلّ عمل صهيوني، وأن تسدّوا حاجة فقراء فلسطين، لكي يكون لكم النجاح مأمولاً، والنجاة من خطر الصهيونية قريبة، وإلاّ فالذلَّ المخلّد، والموت المؤبّد، وعلى الإسلام والعرب السلام (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[43].