وأصحاب «راية الإسلام» أشدّ تقديس. ومذهب الشيعة الإمامية ومازال يقطع جميع علائقه الاجتماعية مع اليهود، لأنَّهم قالوا: (عزير ابن الله) كما ينصُّ عليه القرآن الكريم[57]، ويكفينا الحاضر، لقد أشعل المستعمر في الحرب العالمية الأولى شرارة حكومة إسرائيل، ثمَّ كانت سنة 1948 ووقعت الحرب بين العرب واليهود، ثمَّ أسفرت عن تمركز حكومة إسرائيل المزيّفة في قلب البلاد الإسلامية والعربية، فكيف كانت سيرة الشيعة الإمامية مع إسرائيل في هذه الأدوار: دور التكوين، ودور الحرب، ودور ما بعد الهدنة والتشكيل؟ والسيّد أمين الحسيني مفتي فلسطين يعرف جيداً مساعي علماء الشيعة الإمامية، وفي مقدّمتهم العلمان الأعلمان: المرحوم الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والإمام الحجّة الشيخ عبد الكريم الزنجاني، اللذين تبنيّا مسألة فلسطين بالقلم واللسان، والسفر والحضر، وتمنّيا ـ حين وقعت الحرب ـ أن يعود لهما شبابهما ليكونا في طليعة صفوف المجاهدين من العرب والمسلمين، ولم يدّخرا وسعاً في إعلان الجهاد ضدّ اليهود والمستعمر، وفي تحريض المجاهدين على ذلك، وهذا كلّه معلوم ومشهور ومسجّل في التاريخ وقد تقدّم بعض منه في الفصلين السابقين. الشيعة والتوحيد وقال الجبهان: إنّ الاختلاف ـ يا سيّدي ـ بين هاتين الطائفتين يبدأ من كلمة التوحيد... وقال أيضاً: على أي شيء ـ يا سيّدي ـ نتفّق أو نتّحد مع أصحاب عقيدة تزيد في كلّ يوم وتنقص! ويضاف إليها في كلّ حين، ويُؤخذ منها! لو كان الاختلاف بيننا في جميع الفروع لهان الخطب، بل إنّه لا يوجد خطب، ولكنَّ الاختلاف بيننا يبدأ من الأُصول، بل هو في أصل الأُصول، وهو التوحيد وكتاب الله الكريم.