وقال أيضاً: لم يُصب ـ يا سيّدي ـ دين من الأديان كما أُصيب دين الإسلام بهذه الطائفة المارقة من كلّ دين، هذه الطائفة التي لا تكتفي بزندقتها وإلحادها. وقال أيضاً: بل إنَّ صادقهم الكاذب إذا صحّ عندنا كلّ أو بعض ما يروون عنه من أساطير فهو ملحد زنديق يجب لعنه ومقته...الخ. أقول: معنى الزندقة والإلحاد الذي ينسبه الجبهان للشيعة وإمامهم الصادق (عليه السلام)هو الإنكار للخالق العظيم، كما ينصّ على ذلك أرباب اللغة. ولذا يجب أن نحاسبه حساباً عسيراً، فالأمر لا يحتمل السكوت والمماشاة ما دام الطعن في أوّل الأصول الاعتقادية: التوحيد، وليدّلنا الجبهان وحزبه على أحد قال في التوحيد، فأحسن المقال وصدق، كما هو الحال عند الشيعة الإمامية، وليكن هذا تحدِّ منّا له ولأربابه! التوحيد عند الشيعة هو توحيد الذات، وتوحيد الصفات، وتوحيد الأفعال، وتوحيد الآثار. قال الإمام الشيخ عبد الكريم الزنجاني في كتابه «الفقه الأرقى في شرح العروة الوثقى» الطبعة الثانية، الجزء الأول، الصحيفة (53) ما يأتي: «إنّ من مقرّرات الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام أنّ (التوحيد الذاتي) مدلول كلمة (لا إله إلاّ الله)، وهو في مصطلحهم التوحيد العامّ، إذ يجب الاعتقاد به على جميع أفراد البشر، وبانضمامه إلى الشهادة بالرسالة يتحقّق الإسلام بشرط الاعتقاد بالمعاد والعمل بكلِّ ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله). و(توحد الصفات مع الذات) هو توحيد الخواصّ، وهو مدلول كلمة: (لا هو إلاّ هو)، وبه يتحقّق الإيمان، وهو الاعتقاد بأنّ الصفات الذاتية لله تعالى هي عين ذاته، وليست زائدة على الذات، لاستلزام ذلك تعدّد القدماء، أو اقتران الحادث بالقديم، و(التوحيد الفعلي): توحيد خاصّ الخاصّ، وهو مفاد كلمة (لا حول ولا قوَّة إلاّ بالله)، وهو الأساس لما ورد في الصحاح: «لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين الأمرين»[58] وبه كمال الإيمان. (وتوحيد الآثار): توحيد