شيخ الجامع الأزهر الأسبق، وسماحة الشيخ عبد الكريم الزنجاني كبير علماء الشيعة الإمامية في النجف الأشرف، حسب نصوص الوثائق التاريخية التي يجدها القارئ في الفصل السابق ولأجل ذلك تأيّدت الفتوى المذكورة من علماء جميع المذاهب الإسلامية. الصهيونيّة والتشيّع وقال الجبهان: إنَّ عقيدة واحدة من العقائد التي تؤمن بها طائفة الشيعة كافية لاعتبار الإسلام بريئاً منهم! بل إنّ الإسلام الذي تلبَّسوا به ليس إلاّ استسلاماً للصهيونية الماكرة التي انسابت من أنياب ذلك الأفعوان الأسود (عبدالله بن سبأ) اليهودي بعد أن لحقتهم الشعوبية الخبيثة بأمصال الأخذ بالثأر لعروش الأكاسرة وعبدة النار. أقول: الصهيونية بالمعنى المعروف متأخّرة عن الجدل بين السنّة والشيعة، ولا يعرفها التاريخ، ولكنَّ الجبهان وشياطينه عبّروا عن اليهودية بالصهيونية; لغرض اشمئزاز النفوس من مذهب الشيعة، فمرادهم منها اليهودية بقرينة إسنادها إلى عبدالله بن سبأ الذي خلقه الخيال في صدر الإسلام لستر بعض القضايا، ولتهدئة الخواطر التي أخذت تشكّ في ما صدر من بعض المسلمين، بل ومن بعض خلفاء المسلمين، فكان ابن سبأ الخيالي هو الملاذ الذي يلجأ له من يريد تنزيه أولئك الأشخاص وإلقاء التبعية على الغير، وأنَّ الفتنة إنّما كانت فتنة ابن سبأ اليهودي الخبيث. ولقد كفانا الدكتور طه حسين تحقيق ذلك، وبيان شخصية ابن سبأ الخيالية التي اخترعها سيف بن عمر التميمي البرجمي الكوفي المتوفّى سنة 170 هـ الذي أخذ عنه الطبري وابن عساكر، ولكنَّ التميمي هذا لم يجد حبك القصّة الخيالية، فظهر خيالها واضحاً جليّاً لولا الحاجة التي مسَّت الجمهور لقبولها على علاّتها، وإن ظهر معها الخيال مهلهلاً واضحاً. والشيعة الإمامية تلعنه كما تلعن غيره من الكذّابين الذين يقدّسهم الجبهان