فبكى محمّد بن مسلمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تمنّوا لقاء العدوّ، وسلوا الله العافية، فإنّكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهمّ، أنت ربّنا وربّهم، ونواصينا بيدك، وإنّما تقتلهم أنت. ثمّ الزموا الأرض جلوساً، فإذا غَشُوكُم فانهضوا وكبّروا».[691] عن طريق الإماميّة: (587) نهج السعادة: روي بالإسناد من دعاء (أمير المؤمنين علي (عليه السلام)) قاله يوم صفّين: «اللهمّ، إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي (ونقلت الأقدام)، ودعت الألسن، وأفضت القلوب، وتحوكم إليك في الأعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحقّ وأنت خير الفاتحين. اللهمّ، إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا، وقلّة عددنا، وكثرة عدوّنا، وتشتّت أهوائنا، وشدّة الزمان، وظهور الفتن. أعنّا عليهم بفتح تعجّله ونصر تعزّ به سلطان الحقّ وتظهره».[692] (588) سنن النبي (صلى الله عليه وآله): عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا لقي العدوّ عبّأ الرجال، وعبّأ الخيل، عبّأ الإبل، ثمّ يقول: «اللهمّ، أنت عصمتي وناصري ومانعي اللهمّ بك أحول، وبك أُقاتل».[693] الفرع الثالث ما جاء في الراية في الجهاد عن طريق أهل السنّة: (589) سنن الترمذي: يونس بن عبيد مولى محمّد بن القاسم، قال: بعثنى محمّد