من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله) [35]، إلى آخر قصة طالوت وجالوت. فأهداف الجهاد تكوين المجتمع المسلم المثالي بردّ اعتداء من اعتدى على المسلمين وإزالة الفتنة عن الناس حتّى يستمعوا إلى دلائل توحيد الله من غير عائق، وحفظ الدولة الإسلامية من شرّ الكفّار. وفي خاتمة الكلام لتبيين مقصد الإسلام عن الجهاد نأتي برواية متّفقة بين فرق المسلمين عن رسول رب العالمين (صلى الله عليه وآله) قال: «أُمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ الله، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم، إلاّ بحقّها، وحسابهم على الله (عزّ وجلّ) ».[36] منهج الأنبياء.. الجهاد فقد تعاطي الأنبياء بمنهج الجهاد إبّان دعواتهم لدين التوحيد، وشرعوا من نقطة الصفر مع الناس، لذا يجب علينا نحن إذا عزمنا العمل لإحياء العظمة الإسلامية من جديد الشروع من البداية، من الصفر ; إتّباعاً لسيرة الأنبياء العظام (سلام الله عليهم). لقد كان الأنبياء (عليهم السلام) يبدأون من الصفر للدعوة ونشر الدين الحنيف، وكانت دعواتهم الكبيرة متوجّهة إلى كلّ أفراد الناس واحداً فواحداً حتّى تتجمّع المجموعات. وإن قلت: لا يمكن تحقّق هذا الهدف، نقول: بدأ السيّد الكبير الإمام الخميني (قدّس سرّه) من الصفر، ودعا الناس دعوة إسلامية، وأصبحت هذه القطرة الواحدة قطرات، وهذه القطرات سيلاً، ثمّ بحراً بحيث أغرق فرعون زمانه وملأه