عن طريق الإماميّة: (525) دعائم الإسلام: عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام): أنّه سئل... فقال: «قد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:... والجاسوس والعين إذا ظفر بهما قتلا.[624]» (526) بحار الأنوار: قال الطبرسي (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء) [625]:إنّها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة. وذلك أنّ سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هشام أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكّة إلى المدينة بعد بدر بسنتين، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أمسلمة جئت»؟ قالت: لا، قال: «أمهاجرة جئت»؟ قالت: لا، قال: «فما جاء بك»؟ قالت: كنتم الأصل والعشيرة والموالي، وقد ذهبت مواليّ، واحتجت حاجة شديدة، فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني وتحملوني، قال: «فأين أنت من شبّان مكّة»؟! وكانت مغنيّة نائحة، قالت: ما طلب منّي بعد وقعة بدر. فحثّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها بني عبد المطّلب، فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتجهّز لفتح مكّة، فأتاه حاطب بن أبي بلتعة، فكتب معها كتاباً إلى أهل مكّة، وأعطاها عشرة دنانير عن ابن عبّاس، وعشرة دراهم عن مقاتل، وكساها برداً على أن توصل الكتاب إلى أهل مكّة، وكتب في الكتاب: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة، إنّ رسول الله يريدكم، فخذوا حذركم. فخرجت سارة ونزل جبرئيل (عليه السلام)، فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بما فعل، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً، وعمّاراً وعمر، والزبير، وطلحة، والمقداد بن الأسود، وأبا مرثد - وكانوا كلّهم فرساناً - وقال لهم: «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ، فإنّ بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين، فخذوه منها. فخرجوا حتّى أدركوها في ذلك المكان الذي ذكره