رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب! فنحّوها وفتشوا متاعها، فلم يجدوا معها كتاباً، فهمّوا بالرجوع، فقال علي (عليه السلام): والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسلّ سيفه وقال: أخرجي الكتاب، وإلا - والله - لأضربنّ عنقك، فلمّا رأت الجدّ أخرجته من ذؤابتها قد خبّأتها في شعرها، فرجعوا بالكتاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأرسل إلى حاطب فأتاه، فقال له: «هل تعرف الكتاب»؟! قال: نعم، قال: «فما حملك على ما صنعت»؟ فقال: يا رسول الله، والله ما كفرت منذ أسلمت، ولاغششتك منذ صحبتك، ولا أجبتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلاّ وله بمكّة من يمنع عشيرته، وكنت عزيزاً فيهم ـ أي: غريباً ـ وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن اتّخذ عندهم يداً، وقد عَلِمتُ أنّ الله ينزل بهم بأسه، وأنّ كتابي لا يغني عنهم شيئاً، فصدّقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعذره، فقام عمر بن الخطّاب وقال: دعني ـ يا رسول الله ـ أضرب عنق هذا المنافق! فقال رسول الله: «و ما يدريك ـ يا عمر; لعلّ الله اطّلع على أهل بدر، فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم.[626]» الفرع الثامن أنّ المؤمن لا يلسع من جحر مرّتين عن طريق أهل السنّة: (527) سنن ابن ماجة: عن سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة أخبره: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «لايلدغ المؤمن من جحر مرّتين».[627]