فيها خزائنهم، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالخروج ليأخذوها، فأخبرهم (رسول) الله أنّ الله وعده احدى الطائفتين: إمّا العير، أو قريش إن ظفر بهم، فخرج في ثلث مأة وثلثة عشر رجلاً، فلمّا قارب بدراً كان أبو سفيان في العير... فجزع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك وخافوا خوفاً شديداً، فقال رسول الله: «اشيروا عليّ...».[597] (504) بحار الأنوار: قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: لمّا رجع من حضر بدراً من المشركين إلى مكّة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان موقوفة في دار الندوة، فاتّفقوا على أن يحتبسوها أو أرباحها; ليجهّزوا بها جيشاً إلى محمّد، فبعثوا إلى العرب واستنصروهم... فقال (صلى الله عليه وآله): «أشيروا عليّ »، ورأى (صلى الله عليه وآله) أن لايخرج من المدينة... وكان ذلك رأي الأكابر من المهاجرين والأنصار، فقام فتيان أحداث لم يشهدوا بدراً، وطلبوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخروج إلى عدوّهم، ورغبوا في الشهادة، وقال رجال من أهل التيه وأهل السنّ ـ منهم: حمزة، وسعد بن عبادة، والنعمان بن مالك في غيرهم من الأوس والخزرج ـ: إنّا نخشى ـ يا رسول الله ـ أن يظنّ عدوّنا أنّا كرهنا الخروج إليهم جبناً عن لقائهم، فيكون هذا جرأة منهم علينا... فلمّا أبوا إلاّ الخروج صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجمعة بالناس، ثمّ وعظهم، وأمرهم بالجدّ والاجتهاد، وأخبرهم أنّ لهم النصر ماصبروا، ثمّ صلّى العصر، ولبس السلاح وخرج.[598] الفرع الثالث ما جاء في وقت بدء الحرب عن طريق أهل السنّة: (505) سنن الترمذي: عن النعمان بن مقرن، قال: « غزوت مع النبي (صلى الله عليه وآله)، فكان إذا