سعد ابن معاذ: قد كنّا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، ونحن لا نطعمهم من ثمرنا إلاّ قرى أو بيعاً، والآن ـ حين أكرمنا الله وهدانا له وأعزّنا بك ـ نعطيهم أموالنا! ما لنا إلى هذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلاّ السيف حتّى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الآن قد عرفت ما عندكم، فكونوا على ما أنتم عليه، فإنّ الله تعالى لن يخذل نبيّه ولن يسلمه حتّى ينجز له ما وعده». ثمّ قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسلمين، يدعوهم إلى جهاد العدوّ، ويشجّعهم، ويعدهم النصر...».[592] (500) تفسير أبي حمزة الثمالي: ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره:... وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً، فلمّا كان بقرب بدر أخذ عيناً للقوم، فأخبره بهم. بعث رسول الله أيضا عيناً له على العير اسمه: عدي، فلمّا قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره أين فارق العير، نزل جبرائيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخبره بنفير المشركين من مكّة، فاستشار أصحابه في طلب العير وحرب النفير... ثمّ قال: «أشيروا عليّ أيّها الناس...».[593] (501) الأمالي: عن ربيعة بن ناجذ، قال: لمّا وجّه معاويةُ بن أبي سفيان سفيانَ بن عوف الغامدي إلى الأنبار للغارة، بعثه في ستّة آلاف فارس، فأغار على هيت والأنبار، وقتل المسلمين، وسبى الحريم، وعرض الناس على البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام)، استنفر أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس... ثمّ دخل منزله (عليه السلام)، ودخل عليه وجوه أصحابه، فقال لهم: «أشيروا عليّ برجل صليب ناصح يحشر الناس من السواد»، فقال سعد بن قيس: عليك ـ يا أمير المؤمنين ـ بالناصح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي، قال: «نعم ». ثمّ دعاه، فوجّهه وسار، ولم يعد حتّى