بن كعب القرظي، وعن غيرهم من علمائنا، كلٌّ قد اجتمع حديثه في الحديث عن الخندق... فلمّا سمع بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبما أجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة. فحدّثت عن محمّد بن عمر، قال: كان الذي أشار على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخندق سلمان، وكان أوّل مشهد شهده سلمان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يومئذ حرٌّ، وقال: يا رسول الله، إنّا كنّا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، فعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ترغيباً للمسلمين في الأجر، وعمل فيه المسلمون...».[590] عن طريق الإماميّة: (499) الإرشاد: (الشيخ المفيد (رضي الله عنه)) لما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) باجتماع الأحزاب عليه وقوّة عزيمتهم في حربه، استشار أصحابه، فأجمع رأيهم على المقام بالمدينة وحرب القوم إن جاؤوا إليهم على أنقابها[591]. وأشار سلمان الفارسي (رضي الله عنه) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخندق، فأمر بحفره وعمل فيه بنفسه، وعمل فيه المسلمون... فلمّا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضعف قلوب أكثر المسلمين من حصارهم لهم ووهنهم في حربهم، بعث إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف ـ وهما قائدا غطفان ـ يدعوهم إلى صلحه والكفّ عنه، والرجوع بقومهما عن حربه، على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة. واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فيما بعث به إلى عيينة والحارث، فقالا: يا رسول الله، إن كان هذا الأمر لا بدّ لنا من العمل به ; لأنّ الله أمرك فيه بما صنعت والوحي جاءك به، فافعل ما بدا لك، وإن كنت تحبّ أن تصنعه لنا كان لنا فيه رأي. فقال (صلى الله عليه وآله): «لم يأتني وحي به، ولكنّي رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وجاؤوكم من كلّ جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما». فقال