بالقتال مع المؤمنين قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين) [23] ولكن لم يجوّز الاعتداء في حال اعتداء العدوّ أيضاً. وملخّص الكلام: أنّ القرآن يذكر أنّ الإسلام ودين التوحيد مبني على أساس الفطرة، وهو القيّم على إصلاح الإنسانية في حياتها، كما قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [24]، فإقامته والتحفّظ عليه أهمّ حقوق الإنسانية المشروعة، كما قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه) [25]، ثمّ يذكر أنّ الدفاع عن هذا الحقّ الفطري المشروع حقّ آخر فطري، قال تعالى: (ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز) [26]، فبيّن أنّ قيام دين التوحيد على عَمَده وحياة ذكره منوط بالدفاع، ومع ذلك: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) [27]. فالهدف الأساسي: (ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) [28]، ثمّ قال تعالى بعد عدّة آيات: (يا أيّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) [29]، فسمّى الجهاد والقتال الذي يدعى له المؤمنون محيياً لهم، ومعناه: أنّ