تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله) [16]. وهو فطرة الله في خلقه; لكبح تسلّط المتسلّطين، وإشاعة الأمن والطمأنينة بين الناس، قال تعالى: (و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [17]. فليست الحرب من الأهداف الغائية للإسلام، بل كان القرآن يأمر المسلمين ابتداءً بالكفّ عن القتال والصبر على كلّ أذى في سبيل الله (سبحانه وتعالى)، كما في قوله تعالى: (قل يا أيّها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد) إلى قوله: (لكم دينكم ولي دين) [18]، وقوله تعالى: (واصبر على ما يقولون) [19]، وقوله تعالى: (ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فاعفوا واصفحوا حتّى يأتي الله بأمره إنّ الله على كلّ شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) [20]، فأمر الله تعالى أيضاً بالعفو والصفح، ولكنّ الكفّار والمشركين لمّا لم يعرفوا حقّاً للمؤمنين، نزلت آيات القتال: (أُذن للذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلاّ أن يقولوا ربّنا الله) [21]، وأجازهم الدفاع عن حقوقهم. ولكنّ العدوّ لم يرض ظلم الأشخاص فقط، بل تعدّى إلى محاولة محق الدين الإلهي، فأنزل الله: (وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله فإن انتهوا فإنّ الله بما تعملون بصير وإن تولّوا فاعلموا أنّ الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير) [22]، ولمّا بادروا