أعطاها لربّه من خلال قيامه بخدمة نفسه وأُمّته بعمله وجهاده وسعيه من أجل خير الآخرين. ومن هنا نرى أنّ القرآن الكريم يعبّر عن الشهداء بأنّهم لا يموتون بل هم الأحياء حقّاً وصدقاً، كما قال سبحانه: (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربّهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم إلاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين) [14] أو قوله تعالى: (ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) [15] ولهذا نرى أنّ الروايات الكثيرة التي تعرّضت لقضية الشهادة قد بيّنت أنّ أفضل الموت هو القتل في سبيل الله (عزّ وجلّ) مثل الحديث التالي: «أشرف الموت قتل الشهادة»، و: «ما من قطرة أحبّ إلى الله (عزّ وجلّ) من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلاّ الله (عزّ وجلّ) »، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما كان يتهيّأ إلى صفّين أنَّهُ قال: «اللهمّ ربّ السقف المرفوع، إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغي وسدّدنا للحقّ، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة واعصمنا من الفتنة». حكمة تشريع الجهاد في الإسلام الحكمة في مشروعية الجهاد بأنواعه أن يُعبد الله وحده، مع ما يتبع ذلك من: دفع العدوان والشرّ، وحفظ الأنفس والأموال، ورعاية الحقوق، وصيانة العدل، وتعميم الخير، ونشر الفضيلة والتوقية من الفتنة في الدين. قال تعالى: (و قاتلوهم حتّى لا