ذي القعدة وُلد فيها إبراهيم (عليه السلام)، ووُلد فيها عيسى بن مريم (عليه السلام)، وفيها دُحيت الأرض من تحت الكعبة. فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهراً».[52] 34 ـ عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، قال: «سمعت أبا جعفر (عليه السلام)يقول: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا رجع من وقعة الخوارج... إذا هو براهب في صومعة. فقال له: يا راهب، أنزل هاهنا؟ فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك. قال: ولم؟ قال: لأنّه لا ينزلها إلاّ نبِيٌّ أو وصيُّ نبِيٍّ بجيشه، يُقاتل في سبيل الله عزّ وجلّ هكذا نجد في كتبنا... إنّي وجدت في الإنجيل نعتك وأنّك تنزل أرض بُراثا، بيت مريم وأرض عيسى (عليه السلام). فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): قف، ولا تخبرنا بشيء. ثمّ أتى موضعاً فقال: الكزوا[53] هذا، فلكزه برجله (عليه السلام) فانبجست[54] عين خرّارة. فقال: هذه عين مريم التي انبعث لها. ثمّ قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً. فكشف فإذا بصخرة بيضاء. فقال (عليه السلام): على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلّت هاهنا. فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام)الصخرة وصلّى إليها، وأقام هناك أربعة أيّام يَتمُّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة. ثمّ قال: أرض بُراثا، هذا بيت مريم (عليها السلام) هذا الموضع المقدّس صلّى فيه الأنبياء».[55] 35 ـ المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «يا مفضّل، إنّ بقاع الأرض تفاخرت... فإنّها ] كربلاء[ البقعة المباركة التي نُودي موسى منها من الشجرة، وإنّها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنّها الدالية[56] التي غُسل فيها رأس الحسين (عليه السلام)، وفيها غسلت مريم عيسى (عليه السلام) واغتسلت من ولادتها، وإنّها خير بقعة