وخالتها أقبلا يقُصّان أثرها، حتّى هجما عليها وقد وضعت ما في بطنها، وهي تقول: (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) فأطلق الله (تعالى ذكره) لسانه بعذرها وإظهار حجّتها. فلمّا ظهر اشتدّت البلوى والطلب على بني إسرائيل، وأكبّ الجبابرة والطواغيت عليهم، حتّى كان من أمر المسيح (عليه السلام) ما قد أخبر الله به.... ».[49] 31 ـ وهب اليمانيِّ، قال: إنّ يهودياً سأل النبيّ، فقال: يا محمّد! أكنت في أُمِّ الكتاب نبيًّا قبل أن تُخلق؟ قال: «نعم». قال: وهؤلاء أصحابك المؤمنون مُثْبِتُون معك قبل أن يخلُقوا؟ قال: «نعم». قال: فما شأنك لم تتكلّم بالحكمة حين خرجت من بطن أُمّك، كما تكلّم عيسى بن مريم على زعمك، وقد كنت قبل ذلك نبيًّا؟! فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم (عليه السلام). إنّ عيسى بن مريم خلقه الله عزّ وجلّ من أُمٍّ ليس له أبٌ، كما خلق آدم من غير أب ولا أُمٍّ. ولو أنّ عيسى (عليه السلام)حين خرج من بطن أُمّه لم ينطق بالحكمة، لم يكن لأُمّه عذرٌ عند الناس، وقد أتت به من غير أب، وكانوا يأْخذونها كما يأْخذون به من المحصنات. فجعل الله عزّ وجلّ منطقه عذراً لأُمّه».[50] 32 ـ أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد سأله رجل شامي: من خلق الله من الأنبياء مختوناً ؟ قال: «خلق الله عزّ وجلّ آدم (عليه السلام) مختوناً، ووُلد شيث (عليه السلام) مختوناً، وإدريس، ونوحٌ، وسام بن نوح، وإبراهيم، وداود وسليمان، ولوط وإسماعيل، وموسى، وعيسى، ومحمّدٌ (صلى الله عليه وآله وسلم)».[51] 33 ـ الحسن بن عليٍّ الوشّاء، قال: كنت مع أبي ـ وأنا غلامٌ ـ فتعشّينا عند الرضا (عليه السلام) ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة. فقال له: «ليلة خمسة وعشرين من