بالصوت الرفيع، لعلّك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إنّي لاحق بهم في اللاحقين».[527] 425 ـ جاثليق النصارى: أنّه دخل على مصعب بن الزبير، فكلّمه بكلام أغضبه، فعلاه بقضيب; فتركه حتّى سكن غضبه، ثمّ قال: إن أذن الأمير أخبرته بما أنزل الله على المسيح فأصغى إليه، فقال: إنّ اللهَ أنزل على المسيح: إنّه لا ينبغي للسلطان أن يغضب، فإنّه إنّما يأمر فيُطاع; ولا ينبغي أن يعجل، فلن يفوته شيء; ولا ينبغي أن يظلم، فانّما به يُدفع الظلم. فاستحيا مصعب وترضّاه.[528] 426 ـ عيسى (عليه السلام) فيما قال الله عزّ وجلّ له: «إنّي وهبت لك المساكين ورحمتهم، تُحبّهم ويُحبونّك، يرضَون بك إماماً وقائداً، وترضى بهم صحابةً وتبعاً; وهما خُلقان، مَن لقيني بهما لقيني بأزكى الأعمال وأحبّها إليّ».[529] 427 ـ وعنه (عليه السلام) فيما أوحى الله إليه: «فإن اتّعظت، وإلاّ فاستحِ منّي أن تعظ الناس».[530] 428 ـ نوف البكالي، قال: بُتّ ليلةً عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فرأيته يكثر الاختلاف من منزله، وينظر إلى السماء. قال: فدخل كبعض ما كان يدخل. قال: «أنائم أنت أم رامق؟» فقلت: بل رامق، يا أمير المؤمنين. ما زلت أرمقك منذ الليلة بعيني، وأنظر ما تصنع. فقال: «يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، قوم يتّخذون أرض الله بساطاً، وترابه وساداً، وكتابه شعاراً، ودعاءه دثاراً، وماءه طيباً، يقرضون الدنيا قرضاً على منهاج المسيح (عليه السلام). إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى (عليه السلام): يا عيسى، عليك بالمنهاج الأوّل، تلحق ملاحق المرسلين. قل لقومك يا أخا المنذرين: أن لا تدخلوا بيتاً من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة، وأيد نقيّة، وأبصار