فذكر له الواقعة، وأسلم([392]). وكان لعلىٍّ مولىً وقد سرق ـ وكان عبداً أسود ـ فأُتي به إلى علي فأقرّ، فقطع يده، فلقيه سلمان الفارسي وابن الكواء، فقال: قطع يدي أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين، وختن الرسول وزوج البتول، قال ابن الكواء: قطع يدك وتمدحه ؟ ! فقال: ولِمَ لا أمدحه وقد قطع يدي بحقّ، وخلّصني من النار، فأخبر سلمان عليّاً بذلك، فدعا الأسود ووضع يده على ساعده، وغطّاه بمنديل ودعا بدعوات، فإذا بصوت من السماء: أن ارفع المنديل عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد برئت بإذن الله تعالى وجميل صنعه([393]). ولّما طُعن الخليفة سيدنا عثمان(رضي الله عنه)، كانت أوّل قطرة من دمه وقعت على المصحف، على قوله تعالى:(فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)([394]). أمّا سائر الصحابة فأحوالهم في هذا الباب كثيرة([395])، وقد اكتفينا بهذا القدر. وثمّة دلائل عقلية وقطعية على جواز الكرامات من وجوه: أوّلا: أنّ العبد ولىّ الله تعالى، قال الله تعالى:(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)([396])، والربّ ولىّ العبد، قال عزّوجلّ:(الله ولىّ الذين آمنوا)([397]) فثبت أنّ الربّ ولىّ العبد، وأنّ العبد ولىّ الربّ، وأيضاً الربّ حبيب العبد، والعبد حبيب الربّ، قال الله تعالى:(يحبّهم ويحبّونه)([398]) وقال:(والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله)([399]) وقال:(إنّ الله يحبّ