الحناجر والقلوب بكلّ إخلاص للدعاء لهذا الإمام الكبير بالسداد والتوفيق للانتصار على عدوه الكافر. نودّ في ختام هذا المقال أن نشير إلى بعض النقاط التي قد تكون استنتاجاً أو تعليقاً على ما سبق. النقطة الأولى: إنّ الوحدة والتطابق تقريباً في أحكام صلاة الجمعة لدى كلّ المذاهب الإسلامية ليؤكد لنا التطابق التقريبي في الأحكام الإسلامية ـ كما يؤكد ذلك المطّلعون ـ وهو محور وحدوي إسلامي عظيم ينبغي أن نسعى لتعميقه أولاً، ثمّ عكسه على واقع مواقفنا ومقاييسنا اليوم كأمة إسلامية لها موضعها الطليعي في المسيرة الحضارية. النقطة الثانية: إنّ الإسلام قد شرع لنا هذا الاجتماع الإسلامي الضخم يوم الجمعة لندرس ونحاسب وننطلق في تخطيط أصيل. فيجب أن نُعيد لصلاة الجمعة دورها الاجتماعي الضخم، وننقذها من هذا الواقع الذي تعيشه اليوم، واقع الخطب المكررة المملاة من الأعلى، والتي لا تملك أثرها ولا تفعل فعلها المطلوب في النفوس والمسيرة الاجتماعية. النقطة الثالثة: لكي نحقق الغرض المرجو من هذه العبادة الاجتماعية، علينا أن نقوم بالخطوات التالية ـ ضمن العمل الرئيس على إيجاد التغيير الاجتماعي الشامل على أساس الإسلام ـ: أولاً: الضغط والمطالبة، بل الإصرار على استقلال أئمة الجمعة، خصوصاً عن القوى الحاكمة التي تسلّمت السلطة لا على أساس شرعي يرضاه القرآن. ولا يتمّ ذلك إلاّ بفصل إمامتها عن مسألة الوظيفة والتعيين الحكومي. ثانياً: أن نعيد الخطب إلى واقعها الذي يتفاعل مع كل الأحداث الاجتماعية والسياسية، ويبرز الرأي الإسلامي الأصيل، ينتقد نقداً إيجابياً، ويبعث الحماس الإسلامي، ويربي الوعي بكلّ القضايا، ويكشف الأعداء الذين يتربصون بالأُمة الدوائر ويحوكون لها المؤامرات. ثالثاً: أن نعمل على تشكيل لجان تجمع في عضويتها أئمة الجمعة في البلد الواحد،