ب ـ عن لزوم أن يكون القائد بهذا المستوى وعياً للإسلام وفقها به، وسلوكاً وعملاً متأصلاً بأحكامه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه. ج ـ المراقبة الشديدة من قبل الأُمة لسلوك الحاكم الإمام وتسديده، والوقوف بوجه أي انحراف محتمل عن الصراط المستقيم. سادساً: حالات الإمام الخطيب.. أنّ عليه أن يقوم متوكئاً على رمز قوة من سلاح أو عصا.. مما يبعث في الذهن كلّ ما يوحي به القيام، السلاح من حركية، وانطلاق، وإعداد مستمر للوقوف بوجه طغاة الأرض. سابعاً: الجو القدسي الذي يحيط بهذه الصلاة، إذ تظافرت الروايات على إيجاد هذه القدسيّة في النفوس; لتدعو الناس إلى الاستعداد للجمعة من يوم الخميس، واعتبار هذا اليوم عيداً للمسلمين، واعتبار السعي إلى الجمعة سعياً إلى الجنّة نفسها، وبالتالي أكدت الروايات على لزوم فعل الخير في هذا اليوم، وليس الخير والعيد إلاّ عملين اجتماعيين. هذا إلى ما هناك من أُمور تتعلّق بشكل إقامة هذه الصلاة... ولا ننسَ الروايات التي تحبّذ الإكثار من الصلاة على محمّد وآله القادة الميامين، كما أشير هنا إلى الروايات التي تعتبر صلاة الجمعة «حجّ المساكين» غير القادرين على الذهاب إلى مكة، وما في هذه الروايات من دلالة رائعة على أنّ صلاة الجمعة تؤدي الوظائف الاجتماعية الضخمة التي يؤديها الحج، والبُعد الاجتماعي والسياسي في الحج أوضح من أن ينكره أحد، اللَّهمَّ إلاّ عمش العيون الذين باعوا عقولهم وضمائرهم للشيطان. وأما من حيث المضمون فالأمر أكثر روعة ودلالة فان الخطبتين يسبقهما سلام من الإمام على الناس، وردّ الناس السلام لتهيئة جّو الأمان، والسلام بين القائد وشعبه، وكأنه في هذا السلام تكمن عمليتا تعهد بين الطرفين أن يقوم كلّ منهما بمراعاة حقوق الطرف الآخر. ثمّ تأتي الخطبتان لتعملا قبل كلّ شيء على تركيز التقوى بكلّ أبعادها الايجابية الضخمة، ولتذكر الأُمة بلزوم إقامة مجتمع المتقين، الذي وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي