كما أنّ هناك نصوصاً كثيرة تتحدّث عن حجّ موسى (عليه السلام) منها: ما رواه ابن عباس قال: مرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوادي الأزرق فقال: «أيُّ واد هذا؟» فقالوا: وادي الأزرق، قال: «كأنّي أنظر إلى موسى (عليه السلام) هابطاً من الثنية له جؤار إلى الله بالتلبية»، ثمَّ أتى على ثنية هرشى قال: «أيُّ ثنية هذه؟» قالوا، ثنية هرشى، قال: «كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى (عليه السلام)، على ناقة حمراء جعدة، عليه جبّة صوف، خطام ناقته خلبة، وهو يلبّي» ([14]). وعن ابن عباس أيضاً: أنّه (صلى الله عليه وآله) قال: «أمّا موسى (عليه السلام) كأنّي أنظر إليه إذ انحدر في الوادي يلبّي » ([15]). إلاّ أنّ التركيز الرئيس يتمّ على ربط عمليّة الحجّ بشيخ الموحّدين إبراهيم (عليه السلام)، حيث أكّد القرآن الكريم ذلك بشتّى أنواع التعبير. فهو ـ مثلاً ـ يتحدّث عن امتحان إبراهيم (عليه السلام) بالكلمات الإلهيّة ويُتْبِعُ ذلك بعمليّة الربط، يقول تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيمَ ربّهُ بكلمات فأتمّهُن قال إنّي جاعِلُكَ للناسِ إماماً قال ومِن ذرّيتي قالَ لا ينالُ عهدي الظّالِمين * وإذ جَعَلنا البيتَ مثابةً للناس وأمناً واتّخذوا من مَقامِ إبراهيم مُصلّى وَعَهِدنا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ أنْ طَهِّرا بَيتيَ للطّائفين والعاكفينَ والرُّكَّعِ السُّجُود) ([16]). ويقول تعالى: (قُل صَدَقَ الله فاتّبِعوا مِلَّةَ إبراهيمَ حنيفاً وما كانَ مِنَ المُشْركينَ * إنّ أوّلَ بيت وُضِعَ للنّاس لَلَذي بِبَكّةَ مُباركاً وهدىً للعالمين * فيه آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كان آمناً وللهِ على النّاسِ حِجُّ البيتِ مَنْ استطاعَ إليهِ سَبيلاً وَمَنْ