لبعض الأنبياء (عليهم السلام). فقد روى البرقي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً (عليهما السلام)، وهبطت حواء (عليها السلام) على المروة. وإنّما سُمّيت المروة لأنّ المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة...» الحديث ([10]). وروى البرقي أيضاً عن معاوية قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن عرفات لم سمّي عرفات؟ فقال: «إنّ جبرئيل (عليه السلام) خرج بإبراهيم (عليه السلام) خصوصية يوم عرفة، فلمّا زالت الشمس قال له جبرئيل (عليه السلام): يا إبراهيم، اعترف بذنبك واعرف مناسكك، وقد عرّفه ذلك فسميت عرفات لقول جبرئيل (عليه السلام): اعترف واعرف» ([11]). ويَعتبر أمير المؤمنين (عليه السلام) مواقف الحجّ مواقف للأنبياء (عليهم السلام)، ويركّز في إحساس الحجّاج أنْ يشعروا بأنّهم يقفون مواقفهم فيقول: «...واختار من خلقه سمّـاعاً أجابوا إليه دعوته، وصدّقوا كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه...» الخطبة ([12]). والأدعية التي يدعو بها الحاجّ تذكّره بالأنبياء (عليهم السلام) وهدفهم، وتدعوه للتسليم على جميع الأنبياء (عليهم السلام) مع التركيز بسلام خاصٍّ على إبراهيم (عليه السلام). وهناك نصوصٌ كثيرة تتحدّث عن حجّ هذا النبي أو ذاك، وقد رأينا بعض النصوص تربط البيت بآدم (عليه السلام). منها: ما رواه الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّ آدم (عليه السلام) هو الذي بنى البيت ووضع أساسه، وأوّل من كساه الشَّعر وأوّل من حجّ إليه، ثمَّ كساه تُبّع ـ بعد آدم (عليه السلام) ـ الأنطاع...» الحديث ([13]).