فقد كان هانئ بن عروة شيخ كندة([114]) من أنصار الحسين وأبيه، وكانت كندة كلّها تطيعه وتلبّيه حتّى قيل: « إنّه إذا صرخ لبّاه منهم ألف سيف »([115]). فزاره عبيد الله بن زياد والي يزيد على الكوفة ليعوده في بعض مرضه ويتألّفه ويستميله إليه([116])، وقيل: إنّ هانئاً عرض على مسلم بن عقيل بن أبي طالب أن يقتل عبيد الله بن زياد وهو عنده([117])، وقيل: إنّ الذي عرض ذلك رجل من صحبة هانئ المقرّبين([118])، فأبى مسلم ما عرضه هذا وذاك، وهو يومئذ طلبة ذلك الوالي وجنوده قد تعقبوه وأهدروا دمه وأجزلوا الوعود لمن يسلّمه أو يدلّ عليه، وقال: « إنّا أهل بيت نكره الغدر »([119]). ولو