فكان شعار معاوية وأشياعه: « إنّ لله جنوداً من العسل ! »([108])، وهو يعني العسل الذي يداف([109]) بالسمّ ليخلي طريق النجاح من كلّ معترض فيها ولو كان من الأصدقاء. فكثرت روايات المؤرّخين عن مقتل الحسن بن علي والأشتر النخعي([110]) بهؤلاء الجنود([111]) ! وأعجب منها ما قيل عن مقتل عبد الرحمان بن خالد([112])، وقد كان نصيراً لمعاوية في حروب الشام.. فإنّه مات مسموماً على ما اشتهر من الروايات ; لأنّه رشّح للخلافة بعد معاوية دون يزيد، وعلم ذلك أقرباء عبد الرحمان بن خالد، فقتلوا طبيب معاوية ابن أثال الذي اتّهموه بسمّه في الدواء([113]). ولو استباح الحسين وشيعته هذه الوسائل مرّة واحدة لكانوا وشيكين أن يبلغوا مقصدهم من قريب.