وأضربهم بسيفي ما بقي قائمه بيدي، ولو لم يكن معي سلاح لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك ». وقد برّ مقسمه وبقي ومات([102])... ودنا منه حبيب بن مظاهر([103]) وهو يجود بنفسه، فقال له: « لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك لاحق بك لأحببت أن توصيني حتّى أحفظك بما أنت له أهل »، فقال ـ وكان آخر ما قال ـ: « أوصيك بهذا ـ رحمك الله ـ أن تموت دونه »، وأومأ بيده نحو الحسين([104]). وقتل الحسين، وذهب الأمل في دولته ودولة الطالبيين من بعده إلى أجل بعيد، ولكنّه كان يشتم بالكلمة العوراء فيهون على الرجل من أصحاب الأريحيّة أن يموت ولا يصبر على سماع تلك الكلمة أو يترك الجواب عليها. فلمّا نعي الحسين في الكوفة نادى واليها ابن زياد([105]) إلى الصلاة جامعة، وصعد إلى المنبر وخطب القوم، فقال: « الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب الحسين بن علي وشيعته ». فما أتمّها حتّى وثب له من جانب المسجد شيخ ضرير هو عبد الله بن