عرفنا أن أتباع أهل البيت عليهم السلام كانوا يرجعون إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فيما كان يرجع فيه عامة المسلمين إلى الخلفاء، من شؤون دينهم ودنياهم: وهذه النتيجة في سياق النقاط السابقة قطعية. فلم يكن يعرف اتباع أهل البيت وشيعتهم مرجعاً لهم في الشؤون إلى تتطلب تدخل ولي الأمر مثل الأموال العامة وأموال القصر والغائبين، غير أئمة أهل البيت (عليهم السلام). والأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام والأسئلة والأجوبة بينهم وبين شيعتهم حافلة بهذا المعنى، ولسنا نحتاج إلى التوقف أكثر عند هذه النقطة. النتيجة والنتيجة إلى تستخلصها من النقاط المتقدمة أن الأئمة عليهم السلام كانوا ينصبون لشيعتهم في البلاد من يتولى أمور دنياهم في عصر الحضور.. فلم يكن من الميسور لشيعتهم مراجعتهم كلما أرادوا وكلما احتاجوا إليهم في شؤونهم. فقد ضيق حكام بني العباس على أهل البيت تضييقاً شديدا، وحبسوهم ومنعوا عنهم الزيارات وأخضعوهم لرقابة أمنية مشدده مما جعل اللقاء بهم غير متيسر دائما، كما أن شيعة أهل البيت عليهم السلام كانوا قد توسعوا في البلاد في هذه الفترة، ولم يكن من الممكن لهم أن يتلقوا بهم عليه السلام كلما أرادوا. ولذلك نجزم نحن أن الأئمة عليهم السلام كانوا قد