3- والمركزية ثالثا. وهي مقومات (الدولة) بتعبير دقيق. النقطة الثالثة إن السيرة الثابتة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخر أيام الخلافة هي وحدة الزعامة الدينية والسياسية. وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أقام في المدينة حكومة ورئاسة بالمعنى الدقيق للكلمة، وتولى هو صلى الله عليه وآله وسلم رئاسة هذه الحكومة إلى جنب الأعمال الدينية الأخرى التي كان يقوم صلى الله عليه وآله وسلم بها من أقامة الجمعة والجماعات والدعوة إلى الله، والتبليغ والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يمارس القضاء، ويقود الجيش ويحكم البلاد، وينصب القضاة والولاة وقادة الجيش، وتجتني إليه الأموال، وكان المسجد هو مركز وموقع رئاسة الدولة. وجرى على هذه السيرة الخلفاء من بعده، ورغم كل الظلم والانحرافات التي حصلت في جهاز الخلافة أيام بني أمية وبني العباس لم تتغير هذه السيرة، وكان الخليفة يتولى شؤون الناس الدينية وفي نفس الوقت يتولى الزعامة السياسية ورئاسة الدولة. واستقرت هذه السيرة في نفوس المسلمين تعمقت خلال فترة الخلافة الإسلامية في التاريخ. ورغم اختلاف المسلمين وتفرقهم في أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يختلف المسلمون في أمر هذه السيرة، وهي وحدة الزعامة الدينية والزعامة السياسية في المجتمع الإسلامي. والنتيجة التي نستنتجها من هذه النقاط الثلاثة هي أن قيام الرئاسة والحكومة الإسلامية في المجتمع الإسلامي، ووحدة الزعامة الدينية والسياسية من الضروريات المركوزة والثابتة في أذهان المسلمين منذ هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة إلى آخر عصر الخلافة الإسلامية. النقطة الرابعة كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يعتقدون أن الإمامة والخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم، وكان اتباعهم وشيعتهم يتعاملون معهم بعنوان أئمة المسلمين وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وإذا أخذنا بنظر الاعتبار النتيجة التي استخلصناها من النقاط الثلاثة المتقدمة.