وجميعهم يؤمنون بالقرآن وبرسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أمة واحدة). ولم يكن جمال الدين الأفغاني يرى مبررا – في عصرنا للخلاف بين المسلمين من أجل الخلافة في عصور مضت بكل ما فيها. قال: «أما مسألة تفضيل الإمام علي والانتصار له يوم قتال معاوية وخروجه عليه، فلو سلمنا أنه كان في ذلك اليوم مفيدا أو ينتظر من ورائه نفع لإحقاق حق أو إزهاق باطل، فاليوم نرى أن بقاء هذه النعرة والتمسك بهذه القضية التي مضى أمرها وانقضى مع أمة قد خلت ليس فيها إلا محض الضرر وتفكيك عرى الوحدة الإسلامية». ثم قال: «لو أجمع أهل السنة اليوم، ووافقوا المفضلة من الشيعة من عرب وعجم وأقروا وسلموا بأن علياً بن أبي طالب، كان أولى بتولي الخلافة قبل أبي بكر، فهل ترتقى بذلك العجم أو تتحسن حالة الشيعة؟ أو لو وافقت الشيعة أهل السنة بأن أبا بكر تولى الخلافة قبل الإمام علي بحق، فهل ينهض ذلك بالمسلمين السنيين وينشلهم مما وقعوا فيه اليوم من الذل والهوان وعدم حفظ الكيان. أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغفلة؟ ومن هذا الموت قبل الموت؟ يا قوم وعزة الحق إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لا يرضى عن العجم ولا عن عموم أهل الشيعة، إذا هم قاتلوا أهل السنة أو افترقوا عنهم لمجرد تفضيله على أبي بكر، وجميعهم لا يحسنون أمر ديناهم، والناس أبناء ما يحسنون. وكذلك أبو بكر، فلا يرضيه أن تدافع أهل السنة عنه وأن تقاتل الشيعة لأجل تلك الأفضلية التي مر زمنها، والتي تخالف روح القرآن، الأمر أن يكونوا كالبنيان المرصوص». ولابد هنا أن نسجل بكل الحيدة والإنصاف أن الأزهر كان له الدور الأكبر منذ وقت مبكر منذ بدء الحملات الفكرية الاستعمارية التي أرادت أن تلعب على وتر الفرقة بين المسلمين واستغلال الانقسامات المذهبية والوقيعة بين فصائل الأمة خاصة بين السنة والشيعة. فالبرغم من أنه قام أصلا على دراسة المذهب الشيعي منذ أنشأه الفاطميون في مصر،