واليهود أو بين اليهود واليهود ممن شملهم مفهوم الأمة الواحدة في هذا النص المبكر في تاريخ الإسلام يجب أن يعود فيه المشتجرون حتى قبل فساد ما بينهم ووصوله إلى مرحلة يتعذر معها الإصلاح أن يردوه إلى الله عزوجل، والى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيطرحوا خلافهم على القرآن والسنة فينزلوا جميعا على حكم الله فيما شجر بينهم جاء في الوثيقة: «… وانه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فان مرده إلى الله عزوجل، والى محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره». ومضى المسلمون أمة واحدة على هدي هذه الوثيقة بعد هدي الله سبحانه في قوله «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً» وقوله سبحانه »وما اختلفتم فيه من شيء فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا» وقوله تعالى «وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله». لعلنا نلاحظ تكرار القرآن الكريم وتأكيده على الرجوع إلى الله ورسوله عند اشتجار المؤمنين واختلافهم في أي شيء والأخذ بما يقول الله ورسوله في موضع الخلاف الذي يتنازعون فيه. لكن الأمور لم تمض على هذا النحو طويلا، فانصدعت الوحدة الإسلامية بدءاً من عهد عثمان (رضي الله عنه) ومرورا بعهد على كرم الله وجهه وما تلا ذلك من عهود انشعبت فيها الآراء وتشققت المذاهب وذهب كل فريق مذهبا لا يلوي على الآخر، وعمد أصحاب المذاهب إلى القرآن والسنة يطوعون آيات الله ويخضعون أحاديث رسوله إلى مذاهبهم، ويضربون الكتاب بعضه ببعض، ويقتل بعضهم بعضا مع نهى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك في آخر بيان عام له يوم حجة الوداع «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». وكان المذهبان الكبيران اللذان برزا من هذا الخلاف هما مذهبا أهل السنة والشيعة، وقد