الإسلامية في المدينة عن طريق: ـ مؤاخاته أولا بين المهاجرين والأنصار، وإزاحة الخلافات والنعرات القديمة بين الأوس والخزرج، وطرحه للعصبية الجاهلية التي كانت تفرق بينهم على أساس قبلي طائفي وقال عن هذه العصبية الجاهلية «دعوها فإنها منتنة». ـ إدخاله عليه الصلاة والسلام في عقد الوحدة للأمة غير المسلمين في مفهوم الأمة الواحدة بالوثيقة التي أبرمها (صلى الله عليه وآله وسلم) مع يهود المدينة وجعلهم ضمن الأمة الواحدة مع احترام رغبتهم فيما يدينون وتركهم عليه. أورد ابن هشام في كتابه «السيرة النبوية» قال: قال ابن اسحق «كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم، واشترط عليهم». ثم أورد نص الكتاب: فقال «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، انهم أمة واحدة من دون الناس. وجاء فيه «وان ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وان المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس، وانه من تبعنا من يهود فان له النصر والأسوة غير مظلومين ولامتناصرين عليهم. كما جاء فيه« وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فان مرده إلى الله عزوجل، والى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين، وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، إلا من ظلم وأثم، فانه لا يوتغ (يهلك) إلا نفسه وأهل بيته، وان ليهود بني النجار مثل ماليهود بني عوف، وان ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف. وراحت الوثيقة تعدد قبائل اليهود، وتعطيهم ما تعطى لبني عوف. ولكن الذي يلاحظ في الوثيقة بعد ذلك تأكيده (صلى الله عليه وآله وسلم) وتكراره على أن أي حدث أو اشتجار بين أهل الصحيفة سواء بين المسلمين بعضهم وبعض أو بين المسلمين