وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بسم الله الرحمن الرحيم الإسلام – كما هو معروف – دين عالمي، وعقيدته عقيدة أممية تنشئ أمة واحدة مع الاعتراف بخصائص الشعوب الثقافية إلا أنها تصهر الشعوب في إطار واحد على أسس واحدة من العقيدة ومن الشعور بالوحدة والانتماء. فأساسيات العقيدة الإسلامية لا تصادر التعددية لأن إطارها يحتوي كل خصائص الإنسان وثقافات الشعوب ولا يجعل من هذه الخصائص الفردية أو الثقافات الشعبية أو العادات والتقاليد عوامل تفرقة. وإذا شئنا قلنا دون أن نعدو الحق ان الإسلام يقدم نظاما يقوم على نظام التعدد في إطار الوحدة أو التنوع في إطار العموم. فنرى الله تعالى يقول: «وان هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون» (الأنبياء) . فالإيمان بالوحدانية لله والنبوة الخاتمة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والإيمان بالبعث والنشور في اليوم الآخر إيمان يتسع لمفهوم الأمة الواحدة ولا يتعارض مع أي ثقافة تؤمن بهذه الأسس الوحدانية – الرسالة – اليوم الآخر وتترك بعد ذلك للإنسان وللشعوب في هذا الإطار أن تتمذهب بما تشاء دون حرج ودون خروج على مفهوم الأمة الواحدة. وهذه بدهية من بدهيات الإسلام، وإمكانية كبرى من إمكانيات التوحيد والعالمية للبشر والرسالة. وقد عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على تأكيد هذه السمة وتركيزها في المجتمع الإسلامي بكل ما استطاع من وسائل الدعوة والبناء للأمة. ولنأخذ من عمله (صلى الله عليه وآله وسلم) مظهرين أساسيين في هذا المجال: توحيده (صلى الله عليه وآله وسلم) على أساس مفهوم الأمة في أول عمل له لإقامة الدولة