الاطلاع([43])، وبعد أن سرد تلك المظاهر المؤلمة يقول: وهكذا بدأنا التفكير في التقريب، وظللنا شهوراً نبحث في العلاج، فدرسنا الدعوات التي سبقتنا وأفدنا منها كثيراً، ودرسنا المشاكل الطائفية برمتها والكتب المعتمدة عند كل فريق لنحدد الطوائف التي تتفق في الأُصول الإسلامية، ودرسنا الخلافات الفرعية الفقهية ثم حددنا الطرق للوصول بفكرتنا إلى الأعماق وكانت أكبر عقبة واجهت الجماعة هي رواسب الماضي وما أثارته من ضجيج وإرجاف، لكن الجماعة كانت قد هيأت نفسها لمثل هذا من أول الأمر، وكانت تتوقع حملات الطعن والتجريح فتحصنت ضدها وشقت طريقها إلى غايتها، بل إن تلك الهجمات كانت دليلاً على ضرورة فكرة التقريب للمجتمع الإسلامي كي يتخلص من تلك المظاهر الممزقة لوحدة الأمة. ([44]) ومع ذلك فإن شدة الهجوم على الفكرة ودارها من قبل بعض المعادين لها دفعت الشيخ محمد القمي إلى اختيار الإقامة في أوروبا في الثمانينات، وكان يود العودة إلى القاهرة سنة 1990م، واستئناف نشاط التقريب إلا أن المنية عاجلته في 28/8/1990م وتوفي ـ رحمه الله ـ في باريس إثر حادث مشكوك فيه ودفن في مسقط رأسه بطهران. مجلة التقريب (رسالة الإسلام) وقد أصدرت دار التقريب مجلة (رسالة الإسلام) لتنشر الفكر التقريبي بين المسلمين وتجمع المسلمين على صعيد الحوار العلمي في مختلف المجالات، وكانت ملتقى لكبار علماء المسلمين من السنة والشيعة من أمثال الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والشيخ محمد رضا الشبيبي، والسيد محمد صدر الدين شرف الدين، والشيخ هبة الدين الشهرستاني، والشيخ محمد تقي القمي، ومحمد صادق الصدر وغيرهم، كما كتب فيها كبار علماء الأزهر من أمثال الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد المدني (الذي عين رئيساً لتحرير تلك المجلة) والشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور محمد البهي، والأستاذ