محمود فياض، والشيخ محمد علي علوية باشا، والشيخ محمد عبدالله دراز، والشيخ عبد المتعال الصعيدي، والأستاذ محمد فريد وجدي، والأستاذ أحمد أمين، والأستاذ علي عبد الواحد وافي، والأستاذ عباس محمود العقاد وغيرهم. ([45]) وفي العدد الأول من مجلة (رسالة الإسلام) صدر بيان الشيخ عبد المجيد سليم تحت عنوان (بيان للمسلمين)، بيّن فيه أن الدين الإسلامي يقوم على نوعين من الأحكام. أحدهما: الأحكام الثابتة، وهذه يجب الإيمان بها ولا يسوغ الاختلاف فيها، وليس من شأنها أن تتغير بتغير الزمان والمكان. والثاني: أحكام اجتهادية مرتبطة بالمصالح التي تختلف باختلاف ظروفها، وهذه راجعة إلى الفهم والاستنباط، فما كان منها قطعياً في روايته ودلالاته لا يسوغ فيه الاختلاف كذلك، أما ما دون ذلك فيسوغ الاختلاف فيه، وهذا الاختلاف غير مذموم في الإسلام ما دام المختلفون مخلصين في بحثهم باذلين وسعهم في تعرف الحق واستبيانه بل إنه ليترتب عليه كثير من المصالح، وتتسع به دائرة الفكر، ويندفع به كثير من الحرج والعسر وليس من شأنه أن يفضي إلى تنازع وتفرق أو تقاطع وتنابز، وعلى هذا سار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتابعوهم بإحسان والأئمة عليهم الرضوان، فقد كانوا يختلفون ويدفع بعضهم حجة بعض، ويجادلون عن آرائهم بالتي هي أحسن، ويدعون إلى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم نسمع أن غيرهم رمى غيره بسوء أو قذفه ببهتان، وهكذا ولدت فكرة التقريب ووجدت طريقها في حياة المسلمين. المبحث الثاني: جهود الإمام محمود شلتوت في دعم فكرة التقريب لقد ترسم الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت جهود كبار العلماء الذين ارسوا فكرة التقريب قبله، ووجد فيهم أسوة وقدوة وعوناً في تحقيق أمله المنشود من أجل وحدة المسلمين ونبذ الفرقة التي استحكمت بينهم، وكان في القمة السابقة من هؤلاء الرواد الأوائل