وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الصحابة([36])، وتكلم عن عادات المآتم وما فيها من مظاهر الخروج عن أحكام الدين وآدابه. ([37]) وهو بتناوله لتلك الموضوعات، إنّما يتغيا الانتصار لما يؤمن به، وهو صفاء العقيدة ومحاربة البدع والخرافات التي ألحقها الناس بالدين وهو منها براء، وتنزيه الوحدانية من شوائب الشرك وعلائق النفاق. ثانيهما: شجاعة الرأي وأمانة العرض ولقد كان الإمام محمود شلتوت ـ رحمه الله ـ صاحب رأي شجاع في الحق لا يعرف الخوف أو التردد ولا يتهيب إعلان ما يعتقد أنه الصواب حتى ولو خالفه الجميع، وجاء على خلاف ما يسير عليه المقلدون، وأصحاب الفكر التقليدي الذين يميلون إلى تقديس رأي من سبقوهم من الفقهاء دون موازنة بينه وبين الرأي الآخر بغية التمحيص والوصول إلى الأفضل، ولهذا كان الشيخ ـ رحمه الله ـ قوياً في علمه، واستطاع من خلال تلك القوة أن يقتحم غمار المسائل الشائكة التي تحرّج غيره من دراستها، وتهيب حتى من مجرد الخوض فيها، وفي هذا المجال، أبدى رأيه بشجاعة تحسب له في حكم أرباح صندوق التوفير، وقال إنها ليست فائدة لدين حتى تكون ربا، ولا منفعة جرها قرض حتى يكون حراماً على فرض صحة النهي عنه، وإنّما هي وسيلة للتشجيع على التوفير والتعاون اللذين يستحبهما الشرع([38])، ولم يكن أحد من الفقهاء قبله يملك مثل هذا القدر من الشجاعة على الجهر بمثل هذا الرأي. ودون دخول في تفصيلات حكم تلك المسألة وما تقوم عليه من أدلة ترجح حلها أو تحريمها، إلا أنه يبقى في الموضوع تلك الشجاعة العلمية الفائقة التي جعلت الشيخ يتمسك برأيه ويعلنه ويدافع عنه رغم أنه كان يسبح به ضد تيار المجتمع، ومن ذلك رأيه في إطلاق اللحية، حيث قال بعد أن عرض لبيان كل رأي وأدلته بحياد تام وموضوعية خالصة: والحق أن أمر اللباس والهيئات الشخصية، ومنها حلق اللحية من العادات التي ينبغي أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، فمن درجت بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن