وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإذا أضفنا إلى هذين الأمرين ما أودعه الله فيه من يقظة الفكر وقوة الذاكرة، وحدة الذكاء، والقدرة على إقناع المخاطبين بما اختص الله به من قوة الصوت، وشدة الإقناع، استطعنا أن نقف على سر تنوع انتاجه الفقهي وغزارته في مختلف الميادين. المبحث الثاني: أثر الفقه المقارن في تكوين الملكة الفقهية والفكرية للإمام لقد كان إلمام الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الشيخ محمود شلتوت أثر في تشكيل ملكته الفقهية وإمداده بالقدرة على عمق إنتاجه وتنوعه وكثرة الميادين العلمية التي نشط فيها والتي تشير إلى نبوغه وتفوقه على أقرانه، بل وأهل زمانه في هذا المجال. ويمكن القول إن اهتمام الإمام بدراسة الفقه المقارن قد صنع ملكته الفقهية، بما جعل عطاءه العلمي هادراً وافراً ذا بعدين يمكن إلقاء الضوء على كل منهما في مطلب. المطلب الأول: البعد النوعي لفقه الإمام محمود شلتوت رحمه الله لقد استطاع الإمام الأكبر المرحوم فضيلة الأستاذ الشيخ محمود شلتوت أن يسبر أغوار فقه الإسلام من ألفه إلى يائه، وابتدأ من الفقه الأكبر إلى فقه الفروع بكافة أبوابه وجميع مشتملاته، وانتهاء بالأخلاق وما يتفرع عنها من الفصول والمباحث، ولم يكن ذلك النوع من العلم يتيماً في حياته، بل جمع معه علم أصول الفقه، وعلوم اللغة والسيرة والتاريخ والمنطق والفلسفة وما إليها من علوم العقل والنقل حتى غدا بكل ذلك فقيهاً فذاً وعلماً شامخاً في مختلف علوم الدين، وفي جميع أبواب الشريعة، ويبدو هذا البعد واضحاً في كتابه القيم: الإسلام عقيدة وشريعة، الذي وصل في بعده النوعي درجة ترقى به للتعريف بالإسلام على نحو كامل لمن يريد أن يتعرف عليه، فتعرّض فيه لكل المسائل والموضوعات المؤدية لهذا المقصد الأسمى، وقسمه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: خصصه لدراسة العقيدة، وضمنه بابين. تحدث في أولهما: عن العقائد الأساسية في الإسلام. وفي ثانيهما: عن طريق ثبوت العقيدة. القسم الثاني: خصصه لدراسة فروع الشريعة، وقسمه إلى ستة أبواب: