وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كبار العلماء ووجدوا فيها أداة لأعمال المبادئ القاضية بالتيسير في شريعة الله ورفع الحرج عن عباده. ولاشك أن كبر المساحة الفقهية التي تتاح من خلال دراسة الفقه المقارن هي التي وسعت أفق الإمام وجعلته مسلحاً بأدوات الإقدام على استنباط الحكم الشرعي لكثير من الأمور الحديثة التي كان غيره يتهيب الخوض فيها أو الإدلاء برأي في أوصافها الشرعية، وقد ساعده على ذلك أمران: أولهما: أنه قد درس المذاهب الفقهية المختلفة وتعمق فيها، فدرس المذاهب الأربعة، كما درس مذهب الشيعة الإمامية والشيعة الزيدية ومذهب الظاهرية، ومذهب الإباضية كما درس آراء أهل السنة والمعتزلة والأشاعرة، وأصبح من خلال تلك الدراسة ثابت القدم في مجال الدراسات الفقهية المقارنة، حتى بلغ مبلغ الاجتهاد فيما يكتب من آراء وفيما يصدره من فتاوى أو يؤلفه من مصنفات، وهو في مجال الفقه يمكن ان يكون مجتهد مذهب. ثانيهما: أنه كان شجاعاً فيما يعتقد انه الحق، فإذا بحث موضوعاً ألمّ بأطرافه وأقوال الفقهاء فيه، ثم يوازن بينهما، فإذا اطمأن إلى رأي اقتنع به عقله، وارتاح إليه قلبه أعلنه على الملأ مدعماً بالأدلة والبراهين غير ملتفت إلى اعتراض المخالفين، أو جمود المقلدين بل حتى ولو خالفه الجميع، وأثاروا ضده العوام، ويبدو أن هذا المنحى قد تكون لديه من تأثره بالفقيهين الكبيرين المجتهدين ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، كما تأثر بالإمامين الكبيرين جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده في إطلاق حق التفكير لعقله في فهم أدلة الشارع والبحث والدراسة دون تأثر بمذهب من المذاهب أو طائفة من الطوائف، فإن التبس عليه أمر عاد إلى الكتاب والسنة وكبار الباحثين في شتى المذاهب، كما أفادته تجاربه العامة والوظائف التي تقلّدها، والبلاد التي سافر إليها في مختلف انحاء العالم وصلاته بكبار زعمائه وقادته ومفكريه في معرفة كثير من الحقائق وألوان المعارف العديدة التي لم تتح لغيره من الفقهاء المعاصرين، حتى إن الإمام الأكبر الأسبق الشيخ عبد الحليم محمود قد وصفه بما يبرز فيه كل تلك الجوانب الفقهية فقال: إنه عالم مفكر قوي الحجة متحدث لبق.([31])