وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

)الرفض والإثبات المندمجان في (لا اله إلا الله) هما وجهان لحقيقة واحدة، وهي حقيقة لا تستغني عنها المسيرة الإنسانية على مدى خطّها الطويل، لأنها الحقيقة الجديرة بأن تنقذ المسيرة من الضياع، وتساعد على تفجير كل طاقاتها المبدعة، وتحررها من كل مطلق كاذب معيق(([141]). وحينما يريد أن يتحدّث – فقيهاً – في فتاواه الواضحة عن الاعتكاف نجد اللفتة الذكية، والفهم الواعي للتشريع، فيقول: )وهو مشروع قرآناً وسنةً وإجماعاً، ويبدو أن الشريعة الإسلامية بعد أن ألغت فكرة الترهّب والاعتزال عن الحياة الدنيا واعتبرتها فكرة سلبية خاطئة (ورهبانية ابتدعوها) شرعت الاعتكاف ليكون وسيلة موقوتة وعبادة محدودة تؤدّى بين حين وآخر لتحقيق نقلة إلى رحاب الله، يعمّق فيها الإنسان صلته بربه ويتزود بها تتيح له العبادة من زاد، ليرجع إلى حياته الاعتيادية وعمله اليومي وقلبه أشدّ ثباتاً، وإيمانه أقوى فاعلية(([142]). والشهيد الصدر في حديثه عن صلاة الليل يفاجئنا بمصطلح تقطر منه اللمسة الادبية الفنية حيث يصفها بالعبادة السرية فيقول: )توجد عبادات اختير لها جوّ من السرية والابتعاد عن المسرح العام كنافلة الليل(([143]). لكن السيد الشهيد لا يستغرق في هذا الجانب، حتى لا يعيش الإنسان الحالة المصلحية في العبادة، ولذلك يقول: )فإذا كان العمل الذي يمارسه العابد مفهوماً بكل أبعاده، واضح الحكمة والمصلحة في كل تفاصيله تضاءل فيه عنصر الاستسلام والانقياد، وطغت عليه