وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نجاته، ولا يحرّك عقله الموصود الا هذا الطرح الصدري أو ما ضارعه من أساليب تعتمد المقوّمات المؤثرة التي اعتمدها سيدنا الشهيد، فأثْرت وأثـّرت، هذا في عصر سرت فيه موجةُ توخّي الحالة العلمية غير الخرافية في شتى صنوف الحياة، المستندة إلى تحرر واقعيّ أو تحرر مزعوم. ولذلك وغيره كانت فكرة التديّن البوابة الأولى التي حاول طرقها بعضٌ، وحاول تهشيمها آخرون لكشف النقاب عن المقدَّس ودراسته ونقده، وإصدار الحكم في حقّه بكل قوة وصلابة إرادة ونزوع إلى نبذ القديم المكبّ الخانق (كما يدّعي كثيرون) لابدّ من تفسير وتوجيه وتوضيح ما يمتّ إلى الحالة الدينية والتدينية، خاصة تفسير الطقوس العبادية وإعطاء الأدلّة المقنعة على صحة التشريعات، وأسبابها المتصلة بها. وقد وجدنا السيد الشهيد يدلي بدلوه اللؤلؤي في هذا المنحى متوخّياً الموضوعية وسعة الصدر، ولم يكن على ديدن الكثيرين الذين راحوا يلعنون الظلام، بل كان يوقد الشموع والشموس الواحدة تلو الاخرى بكل هدوء وثقة، مع تأكيده على أن تفسير كل شيء يخرج الإنسان من دائرة تسامي الطاعة إلى دائرة تقصّي المصلحة الذاتية، حتى في الممارسات العبادية التي تهدف أساساً إلى توسيع اهتمامات الإنسان من نطاق الدائرة الأنانية والفردية الضيقة إلى الدائرة الاجتماعية والانسانية، بل إلى الدائرة الكونية الموحّدة من خلال الايمان والتحرّك باتجاه الله. وحينما نتفحّص مايصدر عنه الصدر الشهيد من بحر الإسلام العظيم نجده زخّاراً بالطريف والبهيج بل ربما يفاجئنا ببعض اللفتات المدهشة والنظرات العميقة والآراء البكر، فهو إذ ينطق الشهادة الأولى يتأمّلها بذهنية متوقدة ويحللها في فكره النيّر، فإذا به يقول: