وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولا يتم التحقيق الأمثل لذلك إلا إذا امتدّت روح العبادة تدريجاً إلى نشاطات الحياة الأخرى، لأنّ امتدادها يعني – كما عرفنا – امتداد الموضوعية في القصد، والشعور الداخلي بالمسؤولية في التصرّف والقدرة على تجاوز الذات، وانسجام الإنسان مع إطاره الكوني الشامل مع الأزل والأبد اللذين يحيطان به(([139]). إنّ تركيز محمد باقر الصدر على مصطلح )روح المسجد( يدلل على انغماسه في بهائها وإحساسه المتواصل والمتأصّل بها منذ بدايات حياته، كما تدلّنا على ذلك سلوكيته وسيرته والبعد النفسي التحليلي لكتاباته، وهو بحديثه عنها بهذا الأسلوب وبإسباغها على الواقع الحياتي بكل هذا الصدق، وبكل هذه الطرافة العلمية، ثم تأسيسه على قاعدتها لكل أنماط النشاط الإنساني سلوكياً وتربوياً، عبادياً واجتماعياً، يدلل كل ذلك على عظمةِ روحية ونفسية وأخلاقية لدى هذا الرجل، أفرزت كل سموّه وصفاته ومبدئيته حتى غدا مثلاً يحذو المجدّون حذوه لو يستطيعون إليه سبيلاً. وإضافة إلى ما سبق نضرب أمثلة أخرى لتوكيد ما ذكر. يقول السيد الشهيد: )كل ساحة يعمل عليها الإنسان عملاً يتجاوز فيه ذاته ويقصد به ربه والناس أجمعين فهي تحمل روح المسجد(. )وأما الاتجاه الثاني الذي يحصر الحياة في إطار ضيق من العبادة فقد حاول أن يحصر الإنسان في المسجد، بدلاً عن أن يمدّد معنى المسجد ليشمل كل الساحة التي تشهد عملاً صالحاً لإنسان(. )والشريعة الإسلامية ترفض هذا الاتجاه أيضاً لأنها تريد العبادات من أجل الحياة، فلا يمكن أن تصادر الحياة من أجل العبادات(.