وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يجدهم حيث نهاهم. إنّ الذي يستطيع أن يرفع الغبش القاتم عن نصاعة دين الإسلام، ذلك الغبش الناتج من سوء فهم أحد هذين العمادين (الدين والتدين)، يرفعه بنظرته الثاقبة المتمثلة بالتجربة الدينية والتجربة التدينية والتجربة الكتابية المبدعة وبامتلاكه زمام التعبير عنهما بفنية جميلة وبيان ساحر عذب )وإن من البيان لسحراً( لوضوح الرؤية لديه ونصاعة حقيقتهما عنده، فانّه سيكون الأقدر على شدّ الناس بدينهم وعلى هديهم إلى حالة التدين الايجابية التي ينطلق فيها العقل ويطهر فيها القلب، وتسمو فيها الروح، وتتوثّق بها الخطى، ويستقيم معها الدرب. وسوف نأخذ عينات متقاربة من نظرته العامة في العبادات للتدليل على ذلك. يقول السيد الشهيد: )وزّعت العبادات الثابتة على الحقول المختلفة للنشاط الإنساني تمهيداً إلى تمرين الإنسان على أن يسبغ روح العبادة على كل نشاطاته الصالحة، وروح المسجد على مكان عمله، في المزرع أو المصنع أو المتجر أو المكتب، مادام يعمل عملاً صالحاً من أجل الله سبحانه وتعالى(([138]). وغير خافية على أيّ متذوّق للأدب العربي روعة عبارة )روح المسجد( ودلالاتها الحية المعبّرة في هذا النص الرشيق، الذي أعطى على قصره صورة حيّة متحركة لشمولية الإسلام ورحابة آفاقه وعميق امتداداته في حياة الإنسان. وما أجمل اقتناصة )الإطار الكوني الشامل( الذي يريده الصدر لصورة الإنسان في قوله: )والله سبحانه وتعالى لم يركّز على أن يُعبد من أجل تكريس ذاته وهو الغني عن عباده.. ولم ينصّب نفسه هدفاً وغاية للمسيرة الإنسانية لكي يطأطئ الإنسان رأسه بين يديه في مجال عبادته وكفى، وإنما أراد بهذه العبادة أن يربي الإنسان الصالح القادر على أن يتجاوز ذاته ويساهم في المسيرة بدور أكبر،