وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أن هذا النوع لا يأتي مطوعاً الا للأديب المطبوع، أما المتكلّف فهو مفضوح مرتبك الأسلوب كما يقول الشاعر: ما مَن تباكى مثل مَن يبكي دماً فضحَ التطبّع شيمة المطبوع ومن أمثلة ذلك قوله: (لو كان الدين وليد خوف، وحصيلة رعب، لكان أكثر الناس تديّناً على مرّ التاريخ هم أشدهم خوفاً، وأسرعهم هلعاً، مع أن الذين حملوا مشعل الدين على مرّ الزمن كانوا من أقوى الناس نفساً، وأصلبهم عوداً(([135]). وكهذا قوله في حق الإمام الحسين(ع): (خرّ صريعاً مع الصفوة من ولده وصحبه بأيدي الطغاة، دفاعاً عن الإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان، وعن أمّة أراد الطغاة أن يسلبوها إرادتها، ويجمّدوا ضميرها الثوري، وإحساسها بوجودها، فحرّك أبو الشهداء بدمه ضميرها، وبصموده إرادتها، وبفاجعته إحساسها الكبير(([136]). ففي أمثال هذه الجمل نحسّ تقسيماً سجعياً تارة بتساوي القرائن وأخرى بتطاولها، مع عدم التقيّد بحرف معيّن يختم به كل فقرة أو جملة، فهو قد أخذ روح السجع ولم يأخذ شكله القالبي الحائل دون انطلاق الفكرة، بل إنّه لم يأبه أبداً حتى للقالب السجعي الذي ورد عفو الخاطر في قوله: )عن أمّة أراد الطغاة أن يسلبوها إرادتها، ويجمدوا ضميرها.. وإحساسها بوجودها )فلم يتوانَ في قصم هذا السجع بإضافة مفردة )الثوري( في الفاصلة الوسطى، لأنه كان يقصدها تماماً، وبإضافة مفردة )الكبير( في آخر فاصلة: )فحرّك أبو الشهداء بدمه ضميرها، وبصموده إرادتها، وبفاجعته إحساسها….(.