وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي مثال آخر نجده يفتّح ذهن المتلقّي، وهو يأخذه في استقراء علمي دقيق ليثبت له بموضوعية أنّ الله هو الخالق، لكنه في الوقت نفسه يتسلّل بخفية إلى قلب قارئه وبحنوِّ ليجعله مشاركاً للذهن في القرار النهائي، ونحن ندري أنّ التسلل إلى القلب لا يتأتّى إلا لأديب بارع أو فنان متمكّن ، فإذا بنا نلمح هذا العالم العملاق يرسم بكلماته لوحة زاهية، وهو يمرّ بقارئه على خمائل الأزهار، لكنه مرور المتأمل المتفكّر ، فيقول: (حتى الجمال والعطر والبهاء كظواهر طبيعية نجد أنها تتواجد في المواطن التي يتوافق تواجدها فيها مع مهمة تيسير الحياة ويؤدي دوراً في ذلك، فالإزهار التي تُرك تلقيحها للحشرات لوحظ أنها قد زوّدت بعناصر الجمال والجذب من اللون الزاهي والعطر المغري بنحو يتفق مع جذب الحشرة إلى الزهرة وتيسير عملية التلقيح، بينما لا تتميز الأزهار التي يحمل الهواء لقاحها عادة بعناصر الإغراء(([134]). إنّ هذا الانتقاء الطريف وطرحه بهذه الطريقة التي يلوح منها طيف أدبيّ يخطر مابين فجاج الحقائق العلمية – محل الدراسة – لَدليل على خطرات أدبية ومقاصد فنية أنتجت هذا الانتقاء، وساقته على هذه الهيئة البهية، وحشدت له ألفاظاً بعينها من قبيل: (الجمال، الجذب، البهاء، الأزهار، الإغراء(. خامساً: الدقة والتفنّن في اختيار المفردات والجمل تـُلاحظ الدقة والفنية في تقسيم كلامه والمتدفق في فقرات وجمل لها روعة السجع غير المتكلّف، دون أن يكون لها شكل السجع الصارم المقيّد للفكرة، والمعروف