وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عضدتها موازين القوى، أو اقتداء المغلوب بالغالب(بمنهج ابن خلدون)، أو اقتداء المغلوب الحضاري بالغالب الحضاري(بمنهجنا)، وتجسدت فيها مجموعة تحولات في الزمان والمكان وفي التأثير عن بعد ـ بتعبير انطوني غيدنز([259])، مما انتج جزئياً نظاماً اجتماعياً بعد تقليدي([260])، وإيديولوجية كاملة ومتخصصة اندع فيها الفكر العولمي بلا عوائق تذكر مغطياً ألوان الطيف السياسي داخل الغرب وخارجه من اليمين إلى اليسار.([261]) إذ نقول ذلك، فإننا ممن يؤمنون بأن العولمة ظاهرة موضوعية وبعضها الكثير من نتائج انتهاء الحرب الباردة وتطور الرأسمالية، وسواء قبلها من قبل، وعارضها من عارض، فإنها قد غدت شريكاً حضارياً وسياسياً وحياتياً في صيغ معيش الأمم، المتلقي منها والمرسل. ولا نظن أنه بات من المجدي(والعقلاني؟) تجاهل نتائجها وانعكاساتها والتداعيات. وليس أدل على هذا الأمر الواقع من كون ما يسمى(بالعالم الثالث) / عالم الجنوب معولماً تاريخياً بدرجة أو بأخرى، من غير أن يعني ذلك أنه قد انشق عن تقليديته، أو انفصم كلياً عن بنى علاقاته وصيغ حياته المحافظة. ووجود العولمة أو عدمه وجودها لا يلغي في شيء حقيقة كون العالم الإسلامي بخاصة والعالم الثالث بعامة، عالمين يحملان الكثير من قابليات الاستتبات الايديولوجي والسياسي والاقتصادي المعولم. ونضيف هنا: إنه إذا كان دعاة العولمة أو خصومها قد حاروا في تفسيرها والوعي فيها بين السياسي والاقتصادي إلى الاثنين معاً، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن العولمة ظاهرة حضارية بالمعنى الذي كنا قد نوهنا به آنفاً، إذ إن الحضاري / الثقافي من وجهة النظر هذه، هو منشأ السياسي أو الاقتصادي، أو كليهما. وبالتالي فإن العولمة إن كانت قد صنعت أدوات الاستحواذ والهيمنة ودينامياتهما، فإنها ـ وربما عن غير قصد من سدنتها ـ أفرزت في المقابل أدوات ثقافتها وتفكيكهما