وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كما وسبق وأسلفنا، ولكن في معادلة فيها للمشروع الحضاري المادي غلبة شاملة بحكم التوفق العلمي الكبير الذي حققه والغنى الذي أنجزه، والتقدم المعرفي والثقافي، إضافة إلى عصرية منظوماته السياسية وتطوره الإقتصادي الهائل. إضافة إلى التحولات الاستراتيجية التي نوهنا بها، قيض للعالم في السنوات الأخيرة، وعلى أيدي حملة المشروع الحضاري المادي أنفسهم وبسبب من المراكمة العلمية التي أحدثوها، أن يشهد ثورة تكنولوجية وفضائية ومعلوماتية ضخمة لم تألف لها المدنيات البشرية مثيلاً، وهي، بسلبياتها وإيجابياتها، قد غيرت بحق وجه العالم الحديث وراحت تضيف الكثير من صيغ الحياة الجديدة إليه وفرضت ـ موضوعياً ـ أنماطاً مختلفة من العلاقات بين البشر وصيغاً مغايرة من صيغ التبادل والتعاون والتعامل بين الأفراد والجماعات والشعوب والدول، حتى أضحى وصف العالم بالقرية الكونية خلواً من المبالغة والخيال، فانفحت العلاقات بين الناس بلا حدود وقصرت المسافات بين البلدان والقارات إلى درجة الصفر، فانحدرت الجغرافيا إلى قيمة تكاد تكون هامشية إلاّ بما هي حالة حدودية تضاريسية أو وطنية، وأشرعت الأبواب أمام كل الأفكار والمعلومات والمعاملات والمنظومات الاجتماعية والمثل وتحولت جميعها إلى خيار فردي وانتقاء حر يسير، ليعرف العالم بذلك مرحلة تاريخية جديدة من التطور البنيوي الذي يضع فيه من يتمنع عنه أو يكابر، نفسه خارج العصر حقاً، بل خارج التاريخ، وبذلك أصبحت الدعوة / الدعوات العولمية وكأنها نتيجة موضوعية لهذا التطور لامجرد سبب من أسبابه أو آلية من آلياته. وإذا كنا لا نبغي في هذا المقام الخوض في تفاصيل نشأة العولمة، والاختلاف فيها، ولا في مواقف مؤيديها وخصومها، كل بغاياته ومقاصده وتصوراته، فإننا نعتقد إنه من المهم الاشارة إلى أن العلومة والسعي اليها هما فكرة تاريخية