وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وازال الكثير من عوامل وظروف الاشتباه والالتباس أو سوء الفهم التي لطالما أرخت بظلالها الكثيفة على تلك العلاقة وما ينبغي أن تكون عليه، وذلك باتجاه اجراء قراءة لها في ضوء التحولات الاستراتيجية الكبرى التي حدثت في الغرب وعلى أرض المشروع الحضاري المادي وأدت إلى انهيار عام للنظام العالمي القديم وسقوط درامي لمعادلات ومنظومات الثنائية القطبية والتي تطاول حضورها على مدى الحرب الباردة ولم يكن ممكناً لسبل وآليات ومعايير هذه القراءة الجديدة أن تبرز في العالم الإسلامي والعربي، لولا ذاك الصعود(المفاجئ) للمشروع الحضاري الإسلامي الذي استعادته إلى الواجهة الثورة الإسلامية الإيرانية وقيام أول دولة إسلامية في التاريخ الحديث على انقاض الحكم البهلوي الاستبدادي، الوكيل الثاني للامبريالية الغربية في الشرق، بعد الكيان الصهيوني. صحيح أن صورة العالم إبان الحرب الباردة التي انفجرت الثورة الإسلامية في سعي إلى كسر معادلاتها في أواخر سبعينيات القرن العشرين، كانت بخطين ايديولوجيين يتجهان وجهة واحدة ويرميان إلى الوصول إلى ذات الأهداف تقريباً بسياقين مختلفين، إلاّ أن المشروع الحضاري الإسلامي المستبعث بعد لأي ويأس شاملين في العالم الإسلامي، تمكن من إعادة تشكيل تلك الصورة للنظام العالمي والعلاقات الدولية، بإضافة وجهة منهجية جديدة ومغايرة، حتى أمكن القول آنذاك أن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية كان برأسين منبثقين من حضارة واحدة، غير أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية والتداعيات والامتدادات الارتجاعية التي احدثتها في كل بقعة من بقاع العالم فيها للمسلمين وجود، قد أضحى بثلاث رؤوس منبعثة من جذعين، أي بإضافة مشروع حضاري جديد إلى الساحة الثقافية والايديولوجية الدولية. وعندما أطاحت الرأسمالية رأس الاشتراكية لم يعد ظاهراً في صورة النظام الحضاري للعالم سوى رأسين / مشروعين