ان هذا الانفتاح الموضوعي في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هو الذي مكّن اتباع هذه المدرسة من النجاح في اعظم تجربة سياسيّة واجتماعيّة معاصرة تتمثل بقيادة دولة كبرى مثل ايران، والاقتدار في مواجهة مختلف التحديات المعاصرة بجدارة وكفاءة عالية دون أي ابتعاد أو تنازل أو تراجع عن أحكام الشريعة الإسلامية، سواءً في مجالات العلاقات السياسية الخارجية، أو ادارة الاقتصاد الداخلي والخارجى، أو بناء المجتمع فىضوء المنهج الاجتماعي في الاسلام وغير ذلك. خلاصة النظرية اننا نستطيع ان نلخّص نظرية أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة الأصالة والمعاصرة بعبارة “الأصالة الإسلامية المنفتحة على الواقع، والعصرنة الملتزمة باحكام الشريعة ومناهجها ”. حيث اننا نجد نوعين من الأصالة: نجد أصالة مغلقة لا تنفتح على مقتضيات العصر وهذه مرفوضة فىنظرية أهل البيت (عليهم السلام)، ونجد أصالة تنفتح على الواقع وتستجيب لحاجاته وتستوعب مستجداته وتغيّراته وهذه الأصالة هىالنوع المقبول في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام). كما اننا نجد نوعين من العصرنة: العصرنة التي تتجاوز احكام الشريعة ومناهجها كما ينهجه المتغرّبون المتأثرون بالفكر الغربي والمدنيّة الماديّة الحديثة، والعصرنة الملتزمة بأحكام الشريعة ومناهجها وهذا هو ما تدعو له مدرسة أهل البيت (عليهم السلام). نظرية تعدّد القراءات ترتبط نظرية “ تعدّد القراءات ” وهي المسألة الساخنة في عصرنا الحاضر بالبحث عن الأصالة والمعاصرة، رغم أن المسألة ذات اصول فلسفية واخلاقية قديمة وعميقة.